سيدتى بأقلام مبدعين
دمعة على باقة ورد بقلم الكاتبه/نبيله غنيم
دمعة على باقة ورد
بقلم الكاتبه/نبيله غنيم
تسحب “الدبلة” من إصبعها، دموعٌ غزيرة مختزنة خلف ابتسامة صفراء بطعم الموت، تتحسس قلبها المتورم إثر صدمة قوية ، تتجلط فيه دماء الحب الغادر ، تجمع أحلامها التى تبرعمت بداخلها وكادت تثمر وتؤتي أُكلها، تراها وقد ذبلت في عنفوانها وصارت كومة قمامة زكمت أنفها.
تقف حائرة: أين تُلقي بهذه الأحلام الآن؟
نظرت إلى نقش الحنة على كفيَّها ، تحتضن باقتها التى اشترتها بالأمس لذلك الغد التى كرست له أحلامها، بللتها دموعها الساخنة…
اليوم ، يوافق اليوم الأخير قبل حفل الزفاف، لقد انتهتْ من فرش عُشها الجميل، تُمدد جسدها لتستريح، تتنهد كمن حط حمل ثقيل أجهده، تنظر للأفق، تتصيد منه الأحلام، رنين هاتفها يقطع حلمها ، يأتيها صوت خطيبها:
– معذرة، بعد ثلاث سنوات انقطاع، طليقتى اتصلت وأخبرتنى أنها أخذت الأولاد وأقامت في الشقة!
– شقة؟ شقة مَنْ؟ … وأنا ؟!
– تصالحنا يا عزيزتى من أجل الأولاد.
– وحياتى؟ وأحلامي ووعودك ؟ وجهازى؟
لم يسمع سوى الاستفسار الأخير فقال:
– سأقدره وأدفع ثمنه لكِ.
– ووالدى وأهلي ماذا سأقول لهم؟!
– اخبريهم بأنكِ قرأتِ خبر وفاتي في جميع الجرائد.

ترجمةُ الصمت بقلم الكاتبه /نبيله غنيم
ترجمةُ الصمت
أنني كرهتك بقلم ندى محمد
أستيقظ كل يوم
وأتمني موتك
فتشهد عليك السماء
أنني كرهتك
لا يجوز أن أسامح
مادمت حي على ارضك
أبرء نفسي منك
أكاد ان أقتلك
ولكن حرمت علي يدي
إن تنجس طهرتها بدمك
هل تذكرت ماذا فعلت أمس
لا أبدأ شي بسيط
توليت فن الاغتصاب
وفي من فمن كنت تمثل
عليها الحب
وتركتها تنازع الموت
وهربت
وأختفيت
ونجوت
والآن وجدتك
فأمارس عليك الآن
فن الأنتقام
فن الدمار
فن لا يصدقه اي عقل
…… بقلم / ندي محمد …..

و بينهما شيء يرتجف بقلم مــها العباسى
و بينهما شيء يرتجف بقلم مــها العباسى
كانت تعلم جيدا إنها حبيبته الوحيدة، تعلم بأنه ينتظرها ويتمناها، يهرب منها ويرحل بعيد ولكنه يعود لها طفل أرهقته الحياة، فعاد باحثا عن رحم يضمه يمنحه الأمان تبحث عنه فتجد قلبه يحاوطها ويشتاق لها، كان يجلس يتأملها بالساعات ويخبرها بأنه يعشق فيها ضحكتها ويشتاق ضعفها الذي تلقيه بين يديه كان يتجاهل حبه لها واشتياقه وحنينه، ورغبته في أن يضمها إليه، وهى تعلم جيدا بأنه الوحيد الذي يستطيع الحفاظ على قلبها، هو الذي يستطيع أن يترجم رموزها ويحولها لقصائد شعر، ولكنها تتجاهل كل ذلك وتضحك على قلبها فهو يهرب دائما لبعيد لقد كانت هي الوحيدة التي يرحل لها ويلقى بجسده المتعب بين يديها، وتنهار إلى جوارها روحه المجهدة ويغمض عينيه وينام، فهنا يشعر بالأمان ويجلس إلى جوارها يتأملها بالساعات، يخشى أن يتحرك من كرسيه حتى لا تلحظ وجوده، حتى لا تستيقظ طفلته الصغيرة من أحلامها تشعر بأنها لم تعد كما هي، فهناك شيء تغير بداخلها، ربما يكون قلبها يشعر بالخوف من الحب أو حتى عقلها قد توقف عن الفهم فلم تعد تستطيع أن تدرك بأنه يحبها، تنظر له في صمت حزين تخفيه ابتسامتها المرسومة على شفتيها، تحتاج منه المؤازرة ، تحتاج منه القوة، تنتظر منه أن يخبرها بأنه يحبها، بأنها حبيبته، بأنها روحه التي خارج جسده أحيانا تنظر له في صمت ولا تعلم لماذا بينهما جدار زجاجي لم يكن اختياري أو اختيارك إنها الأقدار، تلك التي نسجت بيننا تلك القصة، وقامت بتغير ترتيب فصولها حتى أن البداية تلتها النهاية والفصل الذي يستحق الحياة توارى بين صفحات براقة كاذبة، ساعدني كي ارفع وجهي من جديد وانظر معك لشروق الشمس ساعدني كي أستطيع أن ارسم على شفاهك بسمه جديدة وترسم على أيامي شمس تشرق من جديد احتاج زمنا يعادل زمن جراحي لأداوى وجعي، هل تستطيع أن تبدأ معي من جديد، أيستطيع قلبك أن يطمئن ولا يعاود الهروب إلى كهفه وحيد احتاج لقلبك يأويني يأخذنني إليه ويحميني، احتاج لك… فهل تأتيني؟
عقل غني.. إنسان فقير
عقل غني.. إنسان فقير

بأي استهلال أستهل هذه القصة المتناقضة؟؟، سأترك لقلمى حرية الاختيار، وكتابة ما يعن له. ولنبدأ……
شخصية قصتي غريبة الأطوار، رأس صاحبها تشبه كثيراً جهاز الكمبيوتر، متخم بالمعلومات، الأرقام في عقله لعبة لطيفة يلعبها دون أي مجهود، يُشعرك أن لديه إجابة علي كل أسئلتك تفاصيله تخصه وحده، يتفرد بها، يهتم كثيراً بكل ما هو عتيق قديم، يحتفظ بلمبة الجاز و”السبرتاية” وفانوس الشمعة والراديو الترانزستور، يعشق الأغاني القديمة جداً ويجمع أغانى الإعلانات القديمة.
تربي في حجر جدته الحازمة، تخاله آليا مُبَرْمَجا، يريد برمجة كل البشر حوله، هذا يؤرقه ويجعله لا يتأقلم مع المحيطين، مما أورثه مزاجا عصبيا، لا يستطيع معه التحكم بغضبه.
النساء في حياته كوجود الغول والعنقاء في حياتنا، يعتقد أنه لا أمل له في الزواج قط، فكيف للفقير اللطيم أن يتزوج؟.
القيام بدور فارس الأحلام لا ينبغي له، فهيئته العامة لا توحي بجاذبية ولا تشي بخفة دم، حتى ألفاظه فيها جلافة لا تُحتمل. وجهه المصمت لا يحمل أي تعبير مفهوم، وكأنه تمثال صنعه فنان ماهر، لعبوسه الدائم وحِدة طباعه، وروحه التى يصبغها بصبغة حزينة وعيونه الصارمة.
برغم صمته الذي يطول في أحيانٍ كثيرة إلا إن أي رأي أو أي تصرف يستفزه يجعله منطلقا، منفعلا لا يُسكته أحد، حينها يرتفع صوته، يشرح بأكثر من طريقة ما يريد قوله.
جاءه القدر بعكس ما تخيل، فقد تربص به أحد الآباء، قرأه، وجده صيداً سميناً لابنته التى فاتها قطار الزواج، أخذ يتقرب منه ويُقربه حتى عرض عليه الزواج من ابنته.
وبما أنه يعرف فاقته، فلا يريد منه غير أن يكون زوجا لابنته.
وجد صاحبنا في هذا العرض صفقة رابحة، أشرقت له شمس الحياة وراح يحلم بحياة وادعة في حضن أسرة هو علي رأسها بجانب والد زوجته.
يقف في شقة الزوجية، يري سريراً مرتباً أنيقاً ودولاباً مصنوعاً علي طراز يعجبه، ومستلزمات حياة ناعمة، يبتسم بداخله، لا يصدق أنه صار له زوجة وبيت، وقريبا سيكون له ولد، حَلُمَ بالهناءة والسعادة، ولكن ………..
سريعا، انكسفتْ الشمس، وحَجَبَ الضباب نور السعادة التى رسمها في مخيلته.
راح والد زوجته يذبح رجولته كل يوم، ويشد علي يد ابنته في مشاركته الذبح، صارا يعيرانه بفقره وعدم قدرته علي حمل المسئولية، وكيف أنهما يوفران له المسكن الذي لم يحلم به، يُشعرانه بالغربة في بيته، حياة آسنة يشوبها الكدر والمعايرة يعيشها مع القهر، أعطى كل وقته للعمل، ضاعف وقت العمل ليزيد من دخله ويرحم نفسه من عبودية زوجته ووالدها، لا يخلو الأمر من استطالة سيف لسانهما عند عودته ليلا.
يُؤْثِر الانسحاب والخلود إلي النوم .
توالت الأيام ومع دورانها يشعر بخواء روحه واحتياجه ليدٍ تحنو عليه، يعضُ أصابعه ندما علي قبوله تلك الصفقة المشئومة.
غازل القدر قلبه، فأرسل إليه زميلة حسناء تحاكى عقله وقلبه وعشقه للقديم.
كلما رآها قادمة اتأدت خطاه وزادت دقات قلبه وتدافعت أنفاسه. لا يعرف كيف تحرك قلبه لتلك الزميلة التى تتمتع بجمال مهذب رقيق مبرأ من كل عيب، سحبه من قوقعته وأنساه اعتزال النساء، كما أنساه أنه تزوج من السيدة القابعة في البيت، التى تكبره ببضعة أعوام، بجسدها الممتلئ ونظرتها الحادة وحركاتها الرتيبة البطيئة ولسانها المسنون، كما إنها وضعته فوق رفوف الإهمال، غُلِّقتْ كل نوافذ الاستيعاب في وجهه، فلم تعد تفهمه ولم يعد يفهمها.
تتوق نفسه الظامئة للحب إلى احتساء القليل منه وتذوق طعمه، الذي كثيراً ما سمع عن لذته من الأصدقاء والزملاء!!
يرسل إلي حسنائه رسائل ذهنية خاطفة لعل قلبها يلتقط ذبذبات قلبه، أو تلتقى الحواس عند نقطة فارقة.
غَيَّرَ الحب سحنته، انبسطت أساريره وارتسمت ملامح العاشق علي وجهه، حاول التقرب من زميلته الحسناء، وجد البَّون يتسع بينه وبينها، يتحرق شوقا لتلك التى أعادت لشرايينه الحياة، لكن قلبها المغلق لم يشعر به، خبأ مشاعره ومضى يلملم أحرف كرامته المبعثرة علي أرضية صفقة الزواج غير المتكافئ، يداوي ما تبقى منها، يستأجر شقة صغيرة يعيش بها وحيداً دون منغصات، يتدثر بالخيال ويعيش فانتازيا الحياة.
اليوم يحتفل بعامه الأربعين وبتحرره من عبودية هذه الزيجة، ومن الحب الذي باغته.
أستحالة …….. بقلم / ندي محمد
أستحالة …….. بقلم / ندي محمد
أمرني حبك أني أعيش محتاله
كان نفسي أعيش بين ايديك في أجمل حاله
لاقيت الايام بتسرقني
حبك بقي عندي أكبر أستحاله
عشت أبكي وعمري بيجري
ولكن ارجعلك لا عداله
أنك تسوق المركب لوحدك
وانا بغرق قدامك زي الحمامه
برج طاير بحر غادر
وابتسمتك وراها ثاير
فرمان بيأمر بركان داير
يحرق عمري يبعثر صبري
وانت نايم من بدري
وانا اسهر وأبكي
زي اليمامه
……. بقلم / ندي محمد ……..
بك أكملت الحب…….. بقلم / ندي محمد …….
بك أكملت الحب
وبك أشعلت النيران
وبك ملأت الحروف الناقصة
وبك أتممت نور عيني
التي كانت تعشق الظلام
وبك عادت الروح للجسد
بعد ما اختفت عن الأنظار
وبك سمعت أشعاري
بعدما كنت سكبت عليها
بحور وانهار
وبك عادت ضحكتي
إلي وجهي ولا تعرف بعد الأن
الحزن ولا الانهيار
بك رسمت طريقي
وفتحت كل أبواب الأمل
ليل ونهار
وبك عشقت نفسي ونفسك
بعد ما كنت كرهت ملامحي
في مرأيا مكسور
علي يد التيار
…….. بقلم / ندي محمد …….
قصة قصيرة ….هل تعلم ان داخل كل امرأة نجية؟
بعد أن طلق الشيخ راغب زوجته نجيّة وللمرة الأولى..
قال لها: أذهبي إلى بيت أهلك!
فقالت: لن أذهب إلى بيت أهلي.. ولن أخرج من هذا البيت إلا بحتف أنفي!!
فقال لها: لقد طلقتك.. ولا حاجة لي بك.. أخرجي من بيتي!!
فقالت: لن أخرج.. ولا يجوز لك أخراجي من البيت حتى أخرج من العدة وعليك النفقة.
فقال: هذه جرأة ووقاحة وقلة حياء!!
قالت: لست أكثر تأديبا من قول الله جل جلاله:
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا } (الطلاق: 1).
فنفض عباءته بشدة، وأدبر غاضبا.. وهو يقول في تذمر: والله بلشة..
أما هي، فابتسمت وكأن شيئا لم يحدث، وجمعت أمرها، فكانت تتعمد في كل يوم: تجمير البيت (تبخيره بالطيب)، وتأخذ زينتها عن آخرها، وتتعطر، وتجلس له في البيت في طريق خروجه ودخوله، فلم يقاوم لأكثر من خمسة أيام، وعاد اليها راغبا..
وفي ذات يوم: تأخرت في إعداد الفطور..
فقال لها مُعنّفا: هذا تقصير منك في حقي عليك، وهو ليس من سلوك المرأة المؤمنة!!
فقالت له: احمل أخاك المؤمن على سبعين محمل من الخير، وحسن الظن من أفضل السجايا، وأنه من راحة البال وسلامة الدّين، ومن حَسُنَ ظنُّه بالناس حاز منهم المحبة!!
فقال لها: هذا كلام لا ينفع في تبرير التقصير، أيرضيك أن أخرج بدون فطور ؟!
فقالت له: من صفات المؤمن الحق القناعة بما قسم الله عز وجل ولو كان قليلا. قال الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ): (قد أفلح من أسلم، ورزق كفافا، وقنعه الله بما أتاه)
فقال: لن آكل أي شيء!!
فقالت: أنت لم تتعلم الدرس!!
لم يلتفت الشيخ راغب إلى كلام زوجته، وخرج غاضبا من بيته، ولم يكلمها حتى بعد عودته إلى البيت. وفي الليل هجر فراشها ونام أسفل السرير، واستمر على هذا الحال لعشر ليالٍ بأيامها.
وكانت في النهار تهيئ له طعامه وشرابه، وتقوم على عادتها بجميع شؤونه، وفي الليل تخلع لباس الحياء فتتزين وتتعطر وتنام في فراشها، إلا أنها لا تكلمه عن قصد وتدبير.
وفي الليلة الحادية عشر، نام في أول الأمر كعادته أسفل السرير، ثم صعد إلى سريره.
فضحكت وقالت له: لماذا جئت؟
فقال لها: لقد انقلبت!!
فقالت: ينقلبون من الأعلى إلى الأسفل وليس من الأسفل إلى الأعلى!!
فقال وهو يبتسم: المغناطيس فوق السرير أقوى من جاذبية الأرض!!
ثم قال في بهجة وسرور: لو أن كل النساء مثلك يا نجية لما طلق رجل زوجته، ولَحُلَّتْ جميع المشاكل في البيوت!
لقد كنت لي يا نجية نِعْمَ المعين على طاعة الله عزّ وجلّ فجزاك الله عني خير الجزاء ولا فرّق الله بيننا.
هكذا ينتصر الحلم على الغضب. نجية عندها ذكاء عاطفي واجتماعي، هل تعلم ان داخل كل امرأة نجية
كلّ امرأة تناجي ربّها هي نجيّة، تسعى لتنجو من هذه الدّنيّا لتنال جنّات عدن.
ويقولون أن تعامل المرأة مع زوجها بحب ودبلوماسية وأخلاق هو ما يحببه فيها. فالرجل يريد مَن تلبي له طلباته، وتهتم به، وتشعره بأنه إنسان مميز ومهم في حياتها.
وأن مفاتيح قلوب الرجال تكمن في عقل المرأة الذكية التي تبحث عن الأشياء التي يفضلها الرجل، وأن تبتعد عن الأشياء التي تغضبه، وأن تُسَخِّر ذكاءها في اللعب على الأوتار التي تساعدها في الوصول إلى قلب زوجها، وإرضائه بشتى الطرق.
كما أن تخفيف المشاكل المنزلية وعدم عرضها على الزوج مباشرة فور عودته من العمل، تجعله يفضل الجلوس في المنزل لفترات طويلة، وأن يحكي لها كل المشاكل التي مَرَّ بها في الخارج، وتساعده في حلِّها، وأن توفر له سبل الراحة والترفيه التي تجذبه لها ولعقلها ولحسن تصرفها.
همسات …… بقلم / ندي محمد
همسات …… بقلم / ندي محمد ….
طال الأشتياق والشوق
فكتبت بعض الهمسات
جسدي مشتاق إليك
فأين الليل والكلمات
ضاعت الساعات
في حالة اشتعال
إن تأتي الآن فربما
اموت بين الأنهار
اسمع دقات قلبي تناهيد
حب وغرام يفيض
يا نغمة اوتار جسدي
تعالي
يا رعشة شفتي
تعالي
يا نجمة ليلي
تعالي
يا صرخة الشهوة
تعالي
فأنتظارك بعد منتصف الليل
فوق أريكة الشوق
بدون أوراق شجر
تواري عرق الأشتياق
يا نسمة شهيقي
ولوعة طريقي
لا تتأخر فدقات الساعة
تمر وتمر سريعا
مع همسات امرأة
تناديك اليوم
…… ندي محمد…..
موت أم حياة بقلم الكاتبه/ نبيلة غنيم
موت أم حياة
هدوءٌ قاتلٌ يُحوّمُ حول الجثة المسجاة أمامها.. يتجمد جسدها رعباً.. تتثبت عيناها في محجريهما.. تنحدر منهما الدمعات السخينة.. تترنح خطواتها نحو سريره.. تنطلق ذكريات الذلة والمهانة التى تجرعتها من كأسه طوال السنوات التى لا تتذكر عددها.. كثيرة هي.. طويلة لياليها..
تشويش مزعج يصيب رأسها.. مشاعر متضاربة ومتعاكسة تنتابها.. تشعر بأن عقلها قد مات معه .. فهو الذي طالما سفَّه من فكرها وطواها علي نفسها وقوقعها في دائرته..
ماذا تفعل الآن وهي الآلة التى تتعطل إذا ما قعد مديرها عن إدارتها؟؟
ماذا تفعل في رأسها الذي ضمُرَ بأمر هذا الدكتاتور..
البيت يخلو عليها إلا من أصوات مخاوفها..
تمر السنوات الغابرة علي رأسها بشكل سينمائي مهيب، ترى حياة معتمة ليس فيها شئ من رائحة المتعة.. تهرب من النظر إليه.. تنظر في المرآة المنتصبة خلفها.. ترى الحزن يمارس طقوسه بين جفنيها..
تعود للنظر إليه… وكأن مغناطيساً وهمياً يربطهما .. تتحسس جسده المتجمد..
يسأله صوت عقلها: أتتركني أهنأ بوحدتي دونك .. أم تتركني للشقاء؟؟ فالزمن صار يجهلني.. والأشياء باتت تزهدني وأزهدها.. وذاتي التى سحقتها.. منبطحة تحت قدمك المتحجرة.. كيف تقوم لها قائمة بعدك؟؟
كيف تتركني وتترك لي رائحتك في كل ركن من أركان نفسي.. وقد عبأت البيت بروحك التى لن تفارقني بفراقك؟؟ أتُكمل بذلك عقابي علي ذنب لم أرتكبه؟؟ كوني ارتضيتُ بك زوجا..
أتغادرني وتبنى في ذات الوقت لنفسك ضريحك داخلي ليطبق علي أنفاسي فأعود إليك وأكون ملكك مدى حياتي ؟؟..
استفاقت من حديث نفسها علي يد ابنتها الكبرى وهي تُخرجها من الحجرة..
يدخل الرجال ليقوموا بمراسم الغسل ويخرجون به .. يحملونه علي الأعناق.. وأوصلته إلي مثواه الأخير معهم..
ثارت علي أغلاله.. وعادت لتبيع كل شئ يخصهما معا.. وتكنس بقايا الحزن المتساقط من ذكراه لتساعد نفسها علي إذابة سنينه في خضم أيامها القادمة.

جرح بلا ضمادة بقلم الاستاذه نبيله غنيم
جرح بلا ضمادة
كلما طلت “رضا” علي جارتها “أحلام” وجدتها متجهمة حزينة..دموعها شقت أخاديد فوق خدودها .. فكرتْ في التسرية عنها.. حملتْ طفلة أختها الجميلة ووضعتها في حجر”أحلام” وقالت في نفسها: لعل سحر البراءة يصيبها كما يصيبني عند حملها وتتوقف الدموع ويرحل العبوس.. تحركت الطفلة بين يديها بحركات تشنجية وكأنها تقول : أنقذوني .. دعوني أهرب من هذا الغم القاتل.. ففي قلبها طاقة غضب تكاد تفتك بي.!!
بسملتْ “أحلام” وأعادت إليها الطفلة دون اختلاجةٍ واحدة .. تعجبتْ رضا من حالها الذي لا يبتهج للرغيف الساخن كما يقولون. . وقالت في نفسها: ربما يكون الألم بداخلها فوق طاقتها !! ليكن وجودى إلي جانبها نوع من التسرية. . وتصاحبا الجارتان حتى علمت رضا أن “أحلام” تتألم من جرحٍ لا يهدأ.. تزكيه ذكريات الحب المنتحر علي درج الخلافات الطفيفة..والتى تصاعدت لتصنع حائلا دون تكملة الحياة.. ودائما تفور الذكري كالرصاص المنصهر في بوتقة رأس “أحلام” .. تنادى حبيبها الأصم بصرخات الوجع ..فيرتد إليها الصوت صادماً قلبها وعقلها .. يهمس باطن عقلها قائلا: مَنْ ذا الذي قَلَبَ حياتي بهذا الشكل؟؟.. فقد كان حبيبها من ألغاز الحياة التى يصعب فك شفراته !!.. يضحك فتضحك دنياها معه .. يغضب فتهب رياح عاصفة لا تُبقي ولا تذر في حياتها!!. تحاول الخروج من بوتقته لترتاح.. ولكن كل محاولاتها فاشلة.
وفي يوم رأتها رضا علي هيئة غريبة عليها .. فهى تتصنع الابتهاج.. ترتدي أقراط فرحة مصطنعة، وفستان ضيق يشبه الغصة التي تخنق حلقها.. وحذاء أسود بلون ليلها الخالي من الجمال ..
تسألها إلي أين؟
ترد رضا بصوت محموم: سأذهب إلي فرح صديقتى برغم أننى أشعر بحرارةِ ما قبل الموت .. ثم تشيح بوجهها وتغادر المكان.. تحاول رضا ملاحقتها لتطمئن عليها..
تراها وقد اختمر بداخلها غل دفين برغم مظهرها المبهج.. فقد كانت تُكفن بقايا أشلاء الحب المتناثرة بين ضلوعها، وتدفنها في ركن قصّي من القلب المكلوم .. تخرج إلي العالم بغير هوية.. تُقسم بألا تحمل هويتها روحا غير روحها لتشعر بالتغيير الجذري.. !!
تذهب إلي فرح صديقتها.. تترجى العازف أنْ يزيدَ من صخبِ الموسيقى، لتشوش وتشطب كل هاجسٍ يعتلي أفقها الجديد.. تُخرج من جيبها آخرَ ما تبقى لديها من خطاباته .. تمزقها وترقص علي أشلائها مع شبح طيفه .. تكاد تسقط من كثرة اهتزاز رأسها..التى حاولت إفراغه مما علق به من هواجس الحب المنصرم.. تلتقطها يد ضخمة .. تفتح عينها لتستكشف صاحب تلك اليد .. تنظر في عينيه .. تجد فيهما صورة حبيبها الغادر.. تسحب يدها من يده بعنف .. تنصرف ..ترجع إلي بيتها .. تغلق الباب .. تنزع كل زينتها .. تتحسس جرحها الدامي .. تلتهب مشاعرها لتوقظ دموع حاولت نسيانها.. يأخذها خِدر النوم فترى أيادٍ بيضاء تمتد إليها .. تطمئنها .. تغسل روحها وتضمد جروحها.. تُهديها قلباً من نور.. تضم القلب إلي صدرها .. تستيقظ لتجد يدها وكأنها مازالت تضم ذلك القلب النوراني.. تشعر بصدرها وكأنه استضاء لأول مرة .. تفتح نافذتها .. تنظر إلي السماء .. تجد السحابات الصغيرة تتجمع لتكوّنَ اسم الله .. تبتسم تفاؤلاً .. تغلق عيونها علي تلك الحروف السحابية .. ترى طريقا لم يره قلبها من قبل.. وشئ بداخلها يقول لها: أقرب طرق الخلاص هو طريق الله.. تنهض للوضوء وقد انتوت أن تكون الكعبة هي أول طريقها الجديد.
أحلام موؤدة بقلم الاستاذه نبيله غنيم
أحلام موؤدة
شرود مطبق يخيم علي الحاضرين ، همست الأم الجشعة في أذن ابنتها: لا تحزني هكذا.. أبواب السعادة ستُفتح لكِ عاجلاً .. فأنتِ مازلتِ صغيرة..
الآن يعقدون قرانك علي الملايين والعمائر والحدائق.. والثروة العظيمة .
وتأكدي أن فتاكِ الذي تعلق به قلبك مازال كالغصن الرخو ليس لديه ما يستند عليه ليكون كفأً لكِ.. لن يستطيع تحقيق أحلامك.. فربما تلحقين به قريبا بعدما ترثين كل هذه الثروة..
تنظر الفتاة إلي أمها نظرة جامدة.. تبتلع أحزانها مع براعم عمرها التى لم تتفتح بعد..
تشعر بهوة سحيقة تبتلعها حينما سمعت زغاريد تنطلق كرصاصات مصوبة لقلبها وقلب حبيبها الذي طالما حلما معا ببيت صغير وولد يضحك ضحكات بريئة .. وبنت تتعثر في خطواتها.. فيمد كلاهما يده لها فتشعر بانتصار خطواتها الأولي..
انتفض قلبها كطير ذبيح ثم استسلم للموت.. زبانية جهنم يخطون نحوها خطوات وئيدة.. تري وجوها وأجساداً هلامية..لا تظهر منهم إلا ابتسامات تكشر عن أنيابهم .. ما بقي لهم إلا أكلها بعد ذبحها.. هي وليمتهم التى سيجترونها علي مر السنين..
يقترب شبح والدها مبتسما وفي يده ذلك الرجل العجوز الأشمط .. تمنت أن ينطفئ نور عينيها ولا تري امتلاك ذلك العجوز لها.. مد والدها يده لها حتى يسلمها لزوجها الثري.. ولكنها بدت كلوح من الثلج بعينين ساهمتين .. لم تنتبه إلا علي صوت والدها يأمرها بأن تَهِمْ لتذهب مع زوجها.. لم تتحرك إلا عندما أرسل إليها والدها وابلا من النظرات الحادة الآمرة ..
انتقلت إلي عالم من الحوائط المذهبة والآنية الملونة والخدم والراحة .. ولكنها لم تشعر أبدا أن هذا العالم عالمها.. يقفز طيف حبيبها الذي فرق طمع والديها بينهما .. تناجيه .. تشرب معه نخب الصبر.. يأتي الليل ومعه العذاب واللوعة ومع كل صبح جديد تعلق يومها الماضي علي حبل الزمن وتمسكه بمشجب الأحلام الوردية.. حتى لا تنسي أنها لم تعش هذا اليوم.. وحتى لا تنسى رجفة قلبها مع كل مساء ودمعة الشوق الساخنة علي أيامها الضائعة مع ذلك الأشمط الذي لا يجمع بينهما رابط..
تتذكر همسات والدتها يوم زفافها.. تتصبر وتمنى نفسها بمستقبل يمسح كل ما تعانيه الآن.. تجتر مرارة تلك الكلمات فيصيبها الغثيان الذي أصابها يوم أن سمعته أول مرة.
تنظر إلي وجه زوجها النائم .. تتخيل أن هذه الموتة الصغرى ستكون موتة أبدية.. تريحها من مرارة الصبر التى أصابت حلقها . بل جسدها كله..
ولكن هيهات .. فاليوم الجديد يأتيه بالصحة والعافية ..
تخرج لزيارة والدتها لتستنشق بعض الحرية وتحلم بالغد بعيدا عن الكابوس الذي تعيشه..
ينما هي تفكر في اليوم الذي سيوافي زوجها الأجل فيه ..والأيام الوردية والرغد القادم من بعده.. إذا بسيارة مسرعه تخطفها لتتسربل بدمائها وأحلامها ويسكن جسدها للأبد.
زوج من هذا الزمان بقلم الكاتبه/نبيله غنيم
زوج من هذا الزمان
رتابة الحياة تُفسح المساحة لجرثومة القنوط للفتك بعقل “رنا” .. طلاسم تدور حول أذنيها.. لا تعرف من أين أتت ولا أين ستذهب .. طلاسم تثنيها عن رضا قلبها.. عن حياتها. وتُضلها عن الوجه المشرق فيها.. لا ترى إلا قلة حيلة زوجها في كل موقف..
وعجزه في أخذ القرار الذي يجب أن يُقَرِرَ فيه لحياتهما .. فهي تراه مشوش الفكر .. يعيش حياته كبهلوان يعشش الوهن في رأسه.. يضحك علي أي سخافات ويتفاعل مع التفاهات بلا عقل .. فيكاد يقفز كقرد يريد أن يخطف من الحياة ثمرة يلتهمها بنهم ثم يقفز ليبحث عن غيرها..
يتوهم أنه هو في حد ذاته مصدرا للثقافة .. وأنه “هيرو” الذي يَقُوم بِدَوْرٍ رَئِيسي في حياة من حوله.. ويستطيع أن يمنح السعادة لذويه.. رغم أنه لا يمتلك مقومات ثقته الوهمية هذه!! فهو كثير الكلام قليل الفعل.. يحكى عن بطولات وهمية كـ “دون كيشوت” وهي لن ترضي بأن تكون “سانشو” المسكين التابع الأبله لـ “دون كيشوت” .
وهذه الصورة في نظرها غير لائقة بالرجال,, فهي التى تربت علي الصرامة والجدية.. وقد رُسِمَتْ صورة الرجل الحق في رأسها كزعيم متميز .. إذا تكلم أنصت الجميع.. وإذا استشاره أحد أنصف الرأي.. حنانه يسكنه الحزم.. رأسه مصدراً للثقة .. يدير بيته كما يدير دولة.
والرجل الذي تزوجته لم يُظهر لها رجولة عقله وقلبه.. الرجولة التى تُبهر عقول مثيلاتها من النساء اللاتي يتطلعن إلي رسم الشخصيات التى يجب أن تحيا معها.. ترى تفاوتا كبيرا بين طبيعتها الرزينة المتأملة وطبيعته الثائرة التافهة.. والتى إذا ثارت طاش بثورته حتى يصبح كمن يمثل مسرحية هزلية.
باتت (رنا) كثيرة الأرق .. أفكار كثيرة تعتمل في قلبها.. حيَّرتها شخصيته.. هل تتقبله لأنه طيب ويستجيب لكل طلباتها.. أم ترفضه لشكها في قدرته علي توفير ما تتمناه في رجلها؟؟.. أفكارها تكاد تهدم حياتها في بواكيرها.. ولكن لا تكاد تصفه لنفسها حتى تتأرجح في الحكم عليه .. تسمع صوت أحجار روحها المتهدمة وهي تتهاوى تحت قدميها ولا تملك ترميمها..
تلجأ لصديقة عمرها “منار” لتتساير معها في شئون وشجون الحياة.. فلم تجد لدى صديقتها إلا البكاء من زوجها المتسلط وأمه التى تُنكِر فضلها .. إذ أن”منار” ظلت في خدمتها إلي أن تعافت .. وأول ما تعافت.. تعافت عليها.. وأثارت زوابع لا حصر لها بينها وبين زوجها..
طارت إلي صديقة أخرى خالية من المشاكل – فهي لم تتزوج بعد- لتجد عندها راحتها وتُثبت لنفسها أن الحياة ظلمتها.. وأنها لها حق رفض هذه الحياة.. وعودتها للحياة الوحدوية.. فلم تجد لدى صديقتها العزباء إلا الشكوى من مجتمع يسألها دوما: لماذا لم تتزوج حتى الآن؟ .. وخُطاب كُثر يتناوبون علي بابها .. ولا خِطبة تتم.. والزمن يمر بلا زوج ولا ولد .. هذا غير نظرة الحزن في عين والدتها التى تحلُم بها عروسة .. وتَحَطُم أعصابها علي صخرة المجتمع الذي لا يرحم..
انتقلت من صديقة إلي أخرى.. فلم تجد عند واحدة منهن ما يجعلها تطمئن إلي عدم تكملة حياتها مع زوجها هذا.. وأن تجعل صفاته ذريعة لتخريب حياتها.. فقد بدت حياة معظم صديقاتها عسيرة على الهضم.. فمنهن من أفضت لها بأسرار زوجها المتسكع في دهاليز الأخريات وأنانيته المفرطة في الإنفاق علي نفسه وعلي نزواته ..
وأخرى راحت تلعن تلك اليد الممدودة لها والطامعة في راتبها وأي مدخول لها.. ومعاملة أهل الزوج لها علي أنها الشاة التى يحلبونها ويستعدون لذبحها إذا ما نقطع لبنها..
غرقت “رنا” في سديم الحيرة وهي تقول: هل كف المجتمع عن إنتاج الرجال؟ !!
وحاولت أن تقنع نفسها بأنها تختلق العيوب لتخفف من صدمتها في رجال هذا الزمن.. أو لتتعايش مع كل ما تشعر به من نواقص زوجها.
تذكرت نصيحة والدتها: “( الحياة لها وجهان.. فحاولي أن تديري وجهك عن قبحها وانظري لجمالها حتى يصيبك الرضا)” فراحت تطفئ شعلة أفكارها السلبية .. وتضع أمام ناظريها إيجابيات زوجها، فرأت الشيطان يتأذى ويُجاهد لإشعال أفكارها المنطفئة مرة أخرى .. حاولت مقاومته بكل قوتها حتى همد الضجيج بداخلها وساعدها في رتق ما تهتك بداخلها و تَقبُل الواقع والتعايش معه، شعورها بنبض يعزف ألحان الأمومة يتحرك في أحشائها.. فصارت في طريق تطويع الأفكار المتمردة، وتقويض القنوط المتضخم بداخلها.

قلب امرأة
قلب امرأة
لم تكن الوحدة تحاصر قلب ” أمينة غالي” الذي امتلأ بقلوبٍ كثيرة، منها الدامعة والمنشرحة والراضية والمتذمرة.. تشكيلة كبيرة من القلوب التى تتوافد عليها طلبا لاستشفاء الروح أو التفريج عن النفس.. فهي قد اختارت وحدة الجسد – فلم تتزوج- وأطلقت روحها في خضم القلوب العاشقة لها.. تمنح الجميع من فيضها .. فهي قلب يُقال أنه امرأة.!!
جاءها “محمود صالح” يسعى والأيام الغابرة تتوافد علي رأسه المحمل بالهموم، ونشيج مكتوم يتردد في صدره .. يرى صباه يتأرجح بين ناظريه .. يراها في باكورة شبابها وهو طفل صغير.. مفعمة بالأمومة .. تغدق عليه وعلي كل أطفال العائلة من حنانها وعطاياها الكثير.. شب عن الطوق بين يديها.. فكانت معشوقته الوحيدة التى أغلق عليها قلبه.. كانت هي النموذج للمرأة التى يريدها.. لكن كيف يصارحها بمكنونات صدره؟ كيف يصارح والديه وهما يرونها أختاً كبيرة تمنح دون هدف؟! حاول أن يُلمح لها بما يعتمل في نفسه .. لكنه كان يُقابل بكلمات أم حانية أو أخت مُحبة.. فلم يجرؤ علي مصارحتها ولم يجد طريقا يسلكه إلي قلبها.. فتزوج ممن ألحت عليه والدته بزواجها.. “عفاف الفقي” زوجة من عائلة مرموقة تليق بعائلته الثرية .. استحسن فيها الوداعة.. وتأنّق ذاتها، وأسلوبها المعطر المنمق.. ونشاطها الملفت للنظر.. النشاط الذي أعجب والديه أيضا وتوقعوا أن يكون نشاطها مُنْصباً علي بيتها في المستقبل.. ولكنه فوجئ أنها لا تحب المنزل ولا الأعمال المنزلية.. تخرج عند أول ضوء للنهار وتعود مع طلوع الشفق الأحمر، لم تكن تعرف عن بيتها شيء .. فكل شئ مُوكل للخدم.. فهناك من يطبخ و غيره يُنظف، ومربية تقوم علي رعاية الأطفال.. فعاش “محمود صالح” معها كجسدٍ بلا روح.. رغم إغداقه عليها فيضا من المودة والرحمة.. أنجب منها ولدين وبنت واحدة ..
كانت “عفاف الفقى” ترى الدنيا لوحة عشوائية.. وأنها لابد أن تتجانس مع هذه العشوائية.. فالنظام صار أسطورة في حياتها.. فهي لا تعبأ إلا بما سيدخل جوفها فقط.. وبما ستظهر به من هندام وزينة.. وحياة بوهمية بلا مسئولية.
واليوم وبعد عشرين عاما جاء محمود لأمينة ليلقي همومه بين بيديها كما كان يفعل وهو في صباه.. ويشتكي تلك التى هدمت حياته وسلبته بهجة روحه وأغلقت كل مسام سعادته .. حتى ضاقت به الحياة وتلاشت صورتها في عينيه.. ولم يبق في حياته إلا طاقة نور واحده ، هي أمينة بقلبها الذي يسع الكون.. أما أولاده الذي كان يستمد منهم الطاقة للبقاء .. فكان كلما طل عليهم ازدادت نفسه حنقا علي هذه الزوجة التى تجاهلت وجود الأسرة في حياتها..
فالابن الأول ” راضي ” يحب حياة والدته الفوضوية.. والثاني ” مأمون ” يحب النظام والحياة الجادة.. أما البنت ” أسماء” فهي متفرجة .. لا تُعرب عن مكنوناتها وتأخذ دور المشاهد شديد الإنصات.. وتخزن في الذاكرة كل المشاهد.
ظل “محمود ” يحكى لأمينة ويبكى بين يديها قائلا: ظننت نفسي كبيرا علي الأقل في عيون الآخرين وفي عينها هي بالذات.. ولكن يبدو أننى واهم.. فقد رسمتُ لي ولها صورة مثالية كأب وأم يجمعون أولادهم بين حوائط أربعة مرصعة بكل ألوان النعيم..
ولكنها لطختْ هذه الحوائط بتصرفات عشوائية حتى أغرقتْ سفينة الأسرة في الأوحال.. صارت أخبارها تلاحقنى بصدمات متتالية
ويكمل وقد ارتجف جسده : “أصبحتُ أشعر بحوائط بيتى تكاد تنطبق علي جسدي الهزيل وتخنقنى.. لم أتصور أبدا أن زوجتى جرفها تيار الرذيلة.. وقد انقلبت وداعتها إلي نهم جارف أعلن سيطرته علي عقلها.. وكيف لذت لها فكرة النصب لدرجة توريطيَّ مع شخصيات كثيرة بتوقيعها علي شيكات وإيصالات !! بعد أن أخذت مساحتها بين عملها والنادي .. وقد علمتُ أنها تتحدث مع بعض أعضاء النادى من أصحاب الثراء والنفوذ، فتوهمهم بمشاريع ناجحة قامت بها وتحدثهم عن مدى تفوقها وذكاءها مما يدر عليها المال الوفير.. وكيف أن أفكارها الفذة التى تحتاج إلي أموال أكثر للصعود بها لأعلي مستويات الربح.. ثم تُطلعهم علي علاقاتها الكثيرة بكبراء المجتمع حتى تكسب ثقتهم.. كانت دائما ترصع ألفاظها بالذهب المسبوك الذي يسحب عقل المستمع.. وتقف علي درجة الإحباطات والآلام النفسية التى يتعرض إليها البعض .. تجمع كل المعلومات عن ضحاياها أولا.. ثم تتقرب إليهم .. وتلقى الجميع بوجه برئ .. ولم تعد تحافظ علي أدنى أنواع الكرامة من أجل الوصول لهدفها في الإيقاع ببعض الشخصيات لابتزازهم .. حتى أنها فرطت في شرفها ودنست شرفي وشرف الأسرة.. بل العائلة بأكملها.
والمصيبة الكبري أننى رأيت بعيني بعض “الفيديوهات” المشينة لها مع بعض الرجال.. بل والمصيبة الأكبر أن ” مأمون ” رأي ما رأيت فكانت الطامة الكبرى فقد اجتاحته حالة من الذهول حينما رأي تلك “الفيديوهات “.. وكدتُ أموت خوفا عليه وهو يصف لي حالته حينها..فقد تلاشت الرؤية في عينيه، وتباطأت دقات قلبه حتى أوشكت علي التوقف، وضاق صدره، فلم تعد أنَفاسه تتابع في سهولة، وصارت ملايين الأسئلة تضرب رأسه.. وتمزق نياط قلبه، ، كيف لمن يعتبرها مصدرا لحياته وسعادته، هي نفسها السبب الآن في تدميره وموته خجلا وكمدا.. كيف لرمز الطُهر والنقاء أن تكون هي الرزيلة والدنس والخطيئة؟؟!!
كانت كلمة “كيف؟؟ ” تدق فوق رأسي ورأسه كطبول الحروب التى تنذر بالموت والدمار… مما أدخل “مأمون” في حالة فَقْدِ السيطرة على عقله فقام بتكسير كل شئ في البيت .. وعندما هدأت ثورته أخذنا ننظر إلي البيت وكأننا نراه لأول مرة .. بيت بارد بلا جدران تحميه، يحوى كل ما غلا ثمنه ، ولكن لم نعد نري أن أي شئ له قيمة أمام مشاعرنا المتهاوية .
سألته أمينة عن موقف راضي وأسماء ؟ فقال في حسرة:
عندما علمت “أسماء” تملَّكها شعور الغرق في هوة سحيقة وكأن روحها تنسحب في بطء شديد، وسقطت مغشيا عليها.. وبعد أن استفاقت حكت لي والدموع تنهمر من عينيها عن مشاعرها هذه ثم قالت: أنها رأت أثناء انهيارها وكأن أحداً يشبه أمها يقف علي فوهة الهوة يسدها بإحكام .. يمنع عنها الهواء ويُطبق علي رئتيها .
وبعدها انزوت في حجرتها كفأر مذعور يخاف مواجهة البشر ..
أما “راضي” فلم أفهم ردة فعله.. فقد سارت حياته علي نفس الوتيرة السابقة وكأن شيئا لم يكن!! ولكنى متأكدا من أن ثلاثتهم يلعنون الذاكرة التى تحتفظ بتلك المشاهد المشوهة .. وأن عفاف ترتسم في عيوننا الآن كالحمامة التى أحرقت العش الهادئ حينما حملت النيران في جناحيها .. وأصابت قلوبنا بحروق لا شفاء منها.. كما وأدت أحلامنا جميعا ولا أدري من أجل ماذا؟؟!!.. وحولتنا إلي خروق بالية يستهزأ بها الجميع.
والكارثة الأكبر يا أمينة أن عفاف بعد تورطها الشنيع عادت للبيت تستنجد بنا وتستغفر وتسترحمنا وتحاول لملمة ما تبعثر منها.!!
وقعت أمينة في “حيس بيص” فقد ألجمتها الحكاية .. ولم تعد تعرف من أي قاموس ستأتي بكلمات لتُطبب بها جروح هذه الأسرة المكلومة التى انهارت وتلطخت بيد – من كانت من المفترض أنها – “ملاكها الحارس”!!
ساد الصمت بين محمود وأمينة قليلا .. ثم اندفع محمود قائلا: تزوجيني يا أمينة .
انتفضت أمينة وارتعد قلبها في جوفها وانطفأ بريق ابتسامتها فجأة وجحظت عينيها .. وأصابها شئ من الصمم وكأن كل ما حولها أصابه السكون.. فعاجلها بأسفه .. قائلا: معذرة .. لا أدري كيف صدرت منى هذه الكلمة.. يبدو أنها كانت محبوسة سنوات كثيرة فهربت منى الآن دون قصد.. يبدو أن بركان صدمتى في زوجتي قذف ما بداخله من حمم مكبوتة.. فسامحيني.
لملمت أمينة ما تبعثر من مشاعرها واستعادت ضوء ابتسامتها سريعا.. وقالت له: يبدو أنك نسيت أنك طفلي المدلل .. ابتسم محمود ابتسامة مُرة وقال لها: بماذا تنصحيني سيدتي الجميلة.. ماذا أفعل في مصيبتى؟
فردت في هدوء: لا شك من أنها أجرمت في حقك وحق بيتها جرما ً لا يُغتفر ، ولكنى أعرفك كريما متسامحا.. فإن استطعت أن تحافظ علي بيتك وعليها ويكفيها ما أخذته من حرية أساءت بها إلي نفسها وإلي أسرتها.. لو استطعت لملمة ما تحطم بينكما وأن تداوى الجروح المتناثرة في وجهك ووجه أولادك .. فسامحها واجمع شتات بيتك وضع قواعد صارمة لهم جميعا ..فلا ننسى قول رب العالمين “إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا” وإن لم تستطع فليس أمامك سوى أبغض الحلال.

دلال الخريف بقلم الاستاذه /نبيله غنيم
دلال الخريف
تتكوم “إيناس” داخل جسدها الذي أنهكته في ملاحقة زوجها الوسيم “مجدى” الذي يعشق مرافقة النساء.. حاولت أن تُغير من شخصيتها ولكن طبعها لا يحتمل التغيير فهي تحمل طيبة الجدات وكأنها امرأة خرجت من ثلاثينيات القرن الماضي .. تقتني أفكاراً عفى عليها الزمن.. تعتقد في الحسد والجن والعفاريت بشكل مرضي.. وترى أن زوجها محسوداً.. وربما مســـه جن جعله يعشق جميع النساء دونها.. استسلمت أخيرا حينما علمت أنه لا فائدة من ملاحقتها له.. خاصة أن العمر صار في أواخر الخمسينات.. وعلي وشك أن يصبحوا أجدادا..
رذاذ خريفي داعب وجه “مجدى” .. نظر في المرآة ليستطلع اشتعال بعض شعيرات رأسه.. والخطوط التى ارتسمت بعشوائية تحت عينيه .. أبدى فزعا لضياع شبابه.. فبحث عن شبابه بين ملابسهم وحركاتهم وألفاظهم الصبيانية .. والصداقات الوردية .. فتهافت عليه عاشقات الشعر الأبيض من الفتيات والأرامل ممن تنشدن الرجل ذو اليد السخية.. والنصابات ممن يتصيدن الرجل المستعد للصرف عليها حتى تأتى علي ما يملكه وتختفي بزعم أنها تخاف الفضيحة.
مَنْطِقَهُ يرفض أن يَخْمَدَ الشباب بداخله.. يريد الهروب من أصفاد الزمان ويكسر أغلال السنوات التى كبلت حركته فجعلتها بطيئة وغَلَّتْ أعضائه فجعلتها لا تقوى على فعل الشباب.. لكن وجهه لم يفقد بقايا وسامة بعد.. و قوامه مازال محافظاً علي نحافة الشباب وخفته..
سمع كثيرا عن الطفرة التكنولوجية الحاصلة.. فأراد خوض التجربة .. خاصة أنه لا يحب أن يكون متأخراً في معرفته بطرق التواصل الجديدة التى ملأت أخبارها الأفاق.
لجأ لصديقه المتميز في هذا المجال ليفتح حسابا له علي “الفيس بوك” وبدأ في التعرف علي من يعتقد أنه يصطادهن.. ولم يكن يعلم أنهن يستهدفن اصطياد أمثاله.. فمنهن من جعلته ينفق عليها في السفر والرحلات ببذخ بحجة تجديد شبابه .. ومنهن من سافر زوجها فجعلته ينفق عليها وعلى أولادها.. وأخرى وافقت أن تخرج معه علي أن تزور العيادات المختلفة.. بزعم التخفي في أماكن تتيح لهما فرصة تبادل الأحاديث.. وقد عملت فحوصات شاملة كاملة علي جميع أجهزتها.. وهو يدفع التكاليف مُجبرا.. فهي مصابة بوسواس المرض.. وهو فرصة بالنسبة لها.
وصادف سيدات ممن يستقطبن أمثاله من الغافلين ومجرد أن تنتهى رغبتها في الحصول علي مبالغ مُحوَّله منه لها.. تغلق صفحتها وتستغنى عن رقمها وتُصبح في خبر كان!! فلا يجد لها أصلا أو فصلا.
كل هذا ولم يتعلَّم .. فرغبته لإثبات أنه مازال مرغوبا كانت أقوى من التَعَلُّمْ.
صار يختنق إذا توقف الإنترنت لدقائق وكأنه أصبح أكسجين حياته..
وفي جلسة نسائية كانت إيناس تشتكى من زوجها.. وأن هاتفه أتى علي البقية الباقية من عقله.. وأعربت عن خوفها من أن “الجن” هو السبب .. فضحكن جميعا منها .. وقالت لها إحداهن: ” مارية المغربية” عندها العلاج..
انتبهن جميعهن ليعرفوا الخبر.. فقالت: لقد كانت هذه مشكلتى ولم يحلها إلا “مارية”.. وذهبت إيناس مع صديقتها إلي مارية.. ودون أن تنطق إيناس بكلمة ، قالت مارية: اعطنِ رقم زوجك وسوف يتم لكِ المراد.. فرحت إيناس كثيرا.. وأغدقت المال علي مارية ووعدتها بأنه إذا كره زوجها الهاتف وبَعُدَ عن النساء سيكون لها مكافأة كبيرة.
وقد كانت خبرة مارية واسعة في عالم الإنترنت.. فأرسلت إلي مجدى رابطاً مثيراً ليفتحه دون تفكير.. وقد ابتلع مجدى الطعم .. فسرقت “مارية ” كل محتوى الهاتف .. وصار هو لعبة بين يديها.. أرهبته بكل ما لديها من وسائل مرعبة وتهديدات ووعيد بالأذى .. حتى صار يكره هاتفه الذي كاد أن يصيبه بالجنون.. وهنا استفاق مجدى بعد ضياع الكثير من ماله وكرامته… وسأل الله حُسن الخاتمة.
نسيت إني أحب … بقلم / ندى محمد
…… نسيت إني أحب ……… بقلم
✍/ ندى محمد
💗…….
عن جد
نسيت إني أحب
كيف ومتي ما ادري
هل اصابتني غيبوبة
العشق …
كانت بعينيه
تدق أبواب الشتاء
وكنت أخاف أن اتجمد
عند المساء …
فزال الدفء من قلبي
ووضع الترحال
أمام أول غلطة
بدون عتاب …..
وحمل معه حقيبة الصبر
وترك لي سلة فارغة
ولكن ضاعت وسط
دخان السحاب ….
جلست على استحياء
وأنا ابكي على
ضفاف نهر أسود
بملابس فضفاضة
ولا يهمني من يراني
من الحاقدين ….
وراجعت قاموس
حبي له ..
من الجائز أن تلفظت
بهمهمات قد انهت
حياة اثنين…
وخاطفته مني
فور مرور الساعات
عند بوابه قطار الرحيل
ولكن ليس معي
أي دليل أو بديل
غير تصاعد أنفاسي
للسماء بصراخات
وصعود قلبي
من جوفي بمرحلة
شغف ملحقة
بضربات القدر العمياء
الآن اتذكر ….
أنه لمسني لمسه
الازواج
وكان لا يفارق جسدي
كمثل حبات الرمان
بجدار قشرة ممزقة
وكان ينام على صدري
كطفل ينادي بصراخ
أمه في وقت
اللهو مع الغنم
قد مر اليوم الذي
كان يفتك
بمن يغازلني
هل مات الاحساس
بداخله في لحظات
وحان موعد تمرده
علي شعوري فوق
دفاتر النساء
البغيضات
وتلوث عينيه
برقصات الأفاعي
في الليلات
فهو الآن جالس
متمرد على نفسه
فوق مقاعد البشاوات
وأنا أنكره …
مثني وثلاثة ورباع
وفي أيام الصيف
وفوق جبال الظلمات
لا اريد أن أتذكر
أكثر من ذالك
لكي لا أموت من
أجل رفات رجل
كالشبح في ظلال الغيمات
…….. بقلم
✍/ ندى محمد
💗…….
طلقة في رأس الحب بقلم الاستاذه نبيله غنيم
طلقة في رأس الحب
بعد ليلة ساطعة المتعة همس “محمود” في أذن زوجته: أنتِ تعرفين كم أحبك ولكن هناك موضوع هام أريد تأييدك لي فيه..
لم تتوقع السوء أبدا فحياتهما مضرب المثل في الحب والتفاهم والألفة.. ابتلعت ريقها واستعدت لسماع الأمر الهام.. فهي مازالت في حالة من النشوة تكفي لأن تشعر بأنه سيخبرها بأمر لطيف لتكتمل حالتها الشعورية البديعة.
تلجلج وتأتأ وتراجعت الكلمات في حلقه عدة مرات ..
وَجِلَتْ “أمل” قليلا قائلة له: هل الأمر ثقيل إلي هذه الدرجة؟
فاندفع بلا مقدمات: لابد وأن أتزوج!!
دفعت الغطاء ببطء شديد عن جسدها واعتدلت وهي ترتدي “الروب” .. سألته في صوت مخنوق: ماذا؟؟؟
ظل واجما لبرهة دون أن ينطق بكلمة .. وقد جحظت عيني أمل وكأنما تريد أن تتفرس ملامح وجهه جيدا وتتأكد أن الواقف أمامها هو زوجها العاشق”محمود” .. !!
ظل الوجوم يتأرجح بينهما حتى قطعته “أمل” بتكرار سؤالها: ماذا قلت؟؟
قال ورأسه تدور بين السماء والأرض: أتزوج…..
وأخفض رأسه خجلا منها .. ثم أردف بصوت خفيض : أريد طفلا.. فقد نفذ صبري..
صرخت في وجهه صرخة أخرجته من خجله وجعلته ينتفض كطفل أخطأ في حق أمه .. ينتظر العقاب.
ثم هدأت وصارت كالذي أسلم جسده للموت وقالت بحروف متقطعة: أخرج .. لا أريد رؤيتك الآن.
فاستدار دون كلمة.. خارجا من الغرفة التى شهدت لياليهم المعطرة بنسيم الحب الصافي والحنان المتبادل والكلمات التى نسجت من جلودهم وحدة واحدة .. ومن أنفاسهم ثوبا يغلف جدران الغرفة ومن سهراتهم أنوار أضاءت كل ركن فيها بالمودة والحنان…….
أرادت أن تطرد من أذنيها ذلك الكابوس الذي أطبق علي صدرها فأمسكت بهاتفها المحمول وطلبت والدتها .. ولم تشعر في أي وقت من الليل هي تطلبها!!..
صعقت والدتها عند سماع صوتها المحمل بالدموع والقهر… لم يخطر ببالها إلا أن ابنتها مصابة بوعكة صحية …
أو ربما سقطت وهي تقوم بعملية التنظيف اليومية.. بالتأكيد هذا كل ما في الأمر!!
شغلتها الأفكار لدرجة أن خاطراً ساورها بأنها ربما تكون “حامل” ربما!!
أيقظت الأم زوجها .. استقلا السيارة الخاصة بهما .. وصلا مسرعين إلي ابنتهما أمل.. دقا الباب .. فتح محمود وقد اربد وجهه والدموع تملأ عينيه مما أثار فزع الوالدين .. اتجهت الأم إلي غرفة النوم بينما أخذ محمود الوالد إلي غرفة الاستقبال..
اعترض الأب قليلا علي تعمد محمود لأخذه إلي غرفة الاستقبال معللا أنه يريد أن يري ابنته.
قال محمود: اتركهما يا عمى سويا .. فالبنت سر أمها.. توجس الأب خيفة من هذه الكلمات.
دقت الأم باب غرفة ابنتها.. وأخذتها الدهشة لغلق الباب من الداخل!
فتحت أمل الباب عندما سمعت توسلات أمها ..
ارتمت في حضن والدتها والدموع تغسل وجنتيها .. سردت لها ما حدث وقامت لتلملم أمتعتها مع جراحها لتغادر البيت الذي طاشت فيه كلمة النهاية فتصدعت كل جوانبه وأُغلق الباب دون رجعة.
اصطحب الأب “محمود” ليتحدث معه فى رأب الصدع.. ولكن محمود كان مُصراً علي أنه يستخدم حقه وخاصة انه استنفذ معها كل وسائل العلاج الممكنة.. فقال الأب له في هدوء.. ليس كل حق لابد من يؤخذ، فأين الفضل إذًا.. وقد قال رب العزة :” وَلا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ “.. اطرق محمود ولم يتفوه بكلمة.
وفي اليوم التالي تَجَمَّع أخوة أمل من البنين والبنات .. ليس من أجل مواساة أمل في محنتها .. بل لارتفاع السكر في دم والدتها .. فقد احترقت الأم من داخلها كمداً لانهيار ابنتها حتى توفت في غضون أسبوع من طلاق أمل غير المتوقع .. ولم يكتمل الشهر حتى غادر والدها الدنيا حزنا علي زوجته الراحلة .. وأصبحت أمل تتجرع الأحزان المتوالية مع الصبر علي ابتلائها.. صارت الوحدة كالكلاب الضارية تنهش كبدها المكلوم ..
تواترت السنوات العشرة السابقة علي رأسها بكل ما فيها من متعة وألم وأمل وحلم .. كل لحظة مع محمود كانت تقول لا نريد إلا الحب.. يكفي وجودنا سويا… كم قال لها أن الحب هو مولودنا الأول والأخير وسنرعاه حتى آخر رمق في حياتنا!!!
صرخات خرساء تخرج من أعماقها الموجوعة شعرت معها بأن أمعائها ستنفجر ومخها سيغادر رأسها.
سَرَحَانٌ يجتاح عقلها وجسدها لساعات، وعندما يأتي أحد ليعيدها لأفكارها ويسألها فيما كان سرحانها فلا تتذكر إلا أنها كانت تسرح في دوائر مفرغة أو في فضاء اللاشئ …..
هي دائما تستمتع بالسباحة في بحر اللاوعي .. تجد فيه الأمان الذي فقدته .. تتذكر كم كانت الآلام تنهش جسدها في كل جراحة تقوم بها .. وكم خَرَّبتْ الأدوية معدتها .. وكم خذلها الأمل الشهري عندما تتدفق الدماء الشهرية.. كم كرهت هذا المنظر.. كم مرة عوى الألم داخل بطنها وغرر بها الأمل ففاض دمع الخذلان الذى كانت تخبئه عن عيون زوجها الذي كان هو الآخر يغرر بها ويقول لها بأنه لا ينتظر من الدنيا شئ سواها.. كثيرا ما كان يدللها ويهدهدها كأنها طفلته الصغيرة ويردف هذا التدليل بعبارة : هل لو رزقنى الله بطفلة ستكون أجمل منكِ؟ ولو رزقكِ الله بطفل هل سيكون بارا بكِ مثلي..
تتذكر تلك المعاهدة التى بصما عليها سويا بعرق الحب أن تظل هي طفلته الوحيدة ويظل هو طفلها الوحيد.
تبتسم ابتسامة مُرة وتدير رأسها إلي التلفزيون لتشوش علي ذاكرتها بأشكال من الشباب المسخ كما تراهم علي الشاشة.. رؤوسهم كرؤوس الشياطين بشعورهم الغبراء المنكوشة أو عشوائية الضفائر الصغيرة الكثيرة التى تقف علي أدمغتهم كالسيوف المتكسرة وملابسهم الممزقة وحركاتهم المبتذلة التى تتراقص كمن مسهم الجن!!
يمتزج في أذنيها صوت المغنى صاحب الصوت المتشنج والذي يشبه احتكاك التروس العطشى للزيت .. مع الموسيقي التى سموها بهذا الاسم ظلما لها .. فهي أقل ما يقال عنها “ضجيج”.. كل شئ من حولها أصبح ضجيجا لا يطاق.. السوقية أصبحت معياراً لكل شئ يدور حولها.. العشوائية اقتحمت حياتها بعدما كانت تعيش حياة أشبه بالحلم الجميل..
تسأل نفسها وهي تشاهد بلا اكتراث أو استمتاع: هل كل هذه الفوضى والعشوائية حدثت في الحياة بمجرد انفصالي عنه؟.. أم كانت عيني لا ترى إلا كل جميل؟؟
حاولت نسيانه بشتى الطرق.. لكنها فشلت .. وفي كل محاولة كانت تقول لنفسها: إن ما بينى وبينه لم تكن علاقة دخانية تتلاشي في الهواء حين أتذكرها .. هي جذور متأصلة عمرها عشر سنوات .. عِشرة تجذرت في الروح والنفس حتى أصبح هو كل عالمي .. كم كنت غبية حينما جعلت كل علاقاتي بالآخرين فاترة وسطحية.. كنتُ أصُب جل عواطفي في دلوه وحده.. وهذا هو خطأي الأكبر.
كم كنت غبية حينما كنت أقول لنفسي ولمن حولي: أننى مستعدة أن أكتفي بمحمود دون هذا العالم بأكمله.. فأين هو منى الآن؟
قررت أن تنفتح علي العالم وتخرج للحياة .. ألقت بنفسها في الزحام لتذوب وتتوه في بحر حياتها الجديدة الخاوية حتى صادفت زميلة أخذتها إلي عالم الصداقة الذي لم تدخله من قبل .. فكانا معا في كل المناسبات .. حتى جاءت المناسبة التى جمعت بينها وبين “مرتضى” ابن خالة صديقتها.. رجل في الأربعينات يرتدى الملابس الفخمة .. يتعطر بالعطور الزكية.. كل شئ فيه يلمع.. يستطيع التحدث بالإنجليزية بطلاقة.. فقد عاش في أمريكا عشرين عاما وجاء لمصر ليدفن زوجته التى توفت إثر أزمة قلبية .. ويضم ابنته الفتاة الجميلة وولده الذي مازال في أول عام له في الجامعة..
دارت الأحاديث المختلفة بين الثلاثة.. رأي “مرتضى” في “أمل” الإنسانة أو الغنيمة المناسبة ليُكمل معها حياته..
وفي غفلة من الزمن تزوجته.. فقد مناها بالسعادة والسفر إلي أمريكا والحياة الرغدة والمتعة .. كان يطلعها علي كروت البنوك التى يمتلك بها أمواله.. وثروته المبعثرة في تلك البنوك .. ويحكى لها عن مغامراته في أمريكا وأن أهله جميعهم هناك يعيشون في نعيم.. رأت وقتها أن الزمن يحاول تعويضها وسوف يبتسم لها بعد تجهم دام سنوات.. ولكن سرعان ما اكتشفت أنها تزوجت رجلا ألقت به أمه في مزبلة الحرمان وراحت تبحث عن متعتها الشخصية.. فورثته الكذب والنفاق ومهارة النصب علي خلق الله.
ذهلها حينما قال لها بدم بارد: ما رأيك.. – مش دخل عليكم تمثيلي- .. أنفع أكون ممثل؟
كانت كلما نظرت إلي وجهه الكاذب تشعر بأنها علي موعد مع القهر، تُشيح وجهها عنه لتصدم عيونها بحوائط البيت التي أصبحت هي الأخرى مصابة بالإحباط والقهر.. كل شئ في البيت يتعاطف معها ويشاطرها الكآبة والحسرة..
لملمت مشاعرها المهزومة قبل احتضارها.. وأغلقت بينه وبينها بابًا .. وأصبح بينهما انفصال غير معلن… كانت تريد من زواجها منه وثيقة الزواج فقط لتحمى نفسها من المجتمع الذي جرعها ويلات وتبعات الطلاق.. سواء بطمع الآخرين أو خوف الزوجات من جمالها وأنوثتها الفطرية.. عاشت معه علي الورق فقط.
لكنه رفض هذه الحياة فصار يختلق المشاكل التى كانت تتفاجأ بها.. كان يستدين من الجيران والبائعين ويجعلهم يطالبون زوجته.. فلم تتحمل هذا العبء المتجسد في شخصه.. فساومها علي الطلاق.. فدفعت له ما طلبه وانتهت منه.. وعادت للوحدة بكل ما فيها من خوف وقلق.
كانت تري الغبار مرشوشا علي أسطح الأثاث فتتجاهله لأنها تشعر بيأس شديد في التغيير. فكل شئ في حياتها تغمره الأتربة .. يتملكها صقيع الوحدة.. تنظر إلي كل قطعة أثاث .. فتراها وكأنها تتوسل إليها أن تعمل علي إعادة الحياة لها .. أحست برغبة عارمة في تغيير ملامحها بتغير الطلاء ورسم الورود عليها حتى توهم نفسها أنها تستطيع أن تغير حياتها للأجمل..
تتأمل كل ركن في البيت بعد التغيير.. ينتابها حزن شديد.. كيف ماتت روح قطع الأثاث برغم محاولات البعث والتجديد التى قامت بها ؟؟
تنظر إلي الساعة المعلقة علي الحائط.. تحدثها بدون شفاه: دقاتك تُذكرني بتسرب أيامي وهروبها منى.. كم أنتِ قاسية أيتها الساعة حينما تنشغلين بعقاربك دون الانتباه إلي من تلدغهم خلال دورانها.. وتترك أثرها السام علي وجوههم وأجسادهم وتتركهم عظاما نخرة بلا أدنى اعتذار!!
تقوم في كسل لتحضر لنفسها كوبا من الشراب الأسود التى تعودت أن تشربه مع زوجها الأول بدون سكر.. كيف كانت لا تشعر بمرارته وهي معه.. أكانت قبلاته وغَمْرِهَا بحبه يحليان كل شئ.. لماذا صار المُر علقما الآن؟
تنظر إلي سريرها التى تساويه دائما بشكل جيد.. وتقول له: من لي غيرك أيها التابوت الكبير.. سأعانقك الآن بعدما أفرد كفنى عليك وألتف به.. وأذهب في موت لا أدري إن كان قصير أم سيطول!!
وما إن تستعد للنوم حتى يُشهر رأسها أسلحة الذكريات .. لتبدأ الحرب معها.. وتنام بعد هزيمة ساحقة لروحها المستسلمة .. ثم تُصبح متأبطة خيباتها وسأمها من الحياة المملة.. تفتح عينيها كل صباح وتترك العنان لذهنها الذي يشرد منها في دوائر من استغراب .. كيف انقلبت حياتها بكلمة؟؟ ..
تظل تنظر في الفراغ حتى تحفر عينها نقطة ارتكاز عميقة في الحائط الذي أمامها إلي أن أصابها احتقان ذهني ، فلم تعد ترتب أفكارها .. تنهض من فراشها الذي اختارت ان تكون وحيدة فيه مذ يوم أن صارحها “مرتضى” بأنه مُفلس وليس لديه إلا هي ومرتبها الذي ينبغي أن يكون لهما.. تهتاج أتربة ذكرياتها .. تختنق بها.. تبحث عن منفذ يبعدها عن التفكير في ماضيها بحلوه ومره..
أقسمت ألا تترك روحها مهجورة هكذا .. تنعق بين جناباتها الغربان السوداء.. تذكرت أيام صباها عندما كانت تتسلي بعمل إبداعات فائقة الجمال بإبرة التريكو.. وكيف كان الأصدقاء يتهافتون علي منتجاتها.. تمنحها لهم كهدايا تذكارية.. عادت إلي إبرتها تغرزها في عيون الوقت الخامد والملل الخانق.. لتُكوِّن ثروة هائلة من فساتين الأطفال وكل ما يخصهم في مراحل مختلفة من أعمارهم.. لم تكن تنتج بهدف الربح بل إنتاج للإنتاج.. وفي زيارة إحدى صديقاتها .. رأت الكم الهائل من التريكو الذي ابهرها .. فسألتها.. لماذا لم تستخدمى هذه الموهبة وتربحين أموالا طائلة وتحققين هدفك في الحياة؟؟..
فردت أمل في عدم اكتراث: الحياة؟؟ .. أين هي الحياة؟؟ أنا أشغل وقتى واكسر الملل فقط..
قالت صديقتها: تستطيعين صُنع حياة .. وحياة جميلة أيضا من خلال عملك هذا..
انتبهت أمل ورفعت عينيها في وجه صديقتها وقالت: وما الحياة في هذه المشغولات البسيطة؟
قالت صديقتها: تشتري ماكينة تريكو.. إلي جانب المشغولات اليدوية هذه.. وأجلب لكِ فتاة تساعدك.. وسأعرض منتجاتك في “أتيليه” أخى الذي يقع في أرقى أحياء القاهرة.. إلي أن يكون لكِ “أتيليه” مثله.
تجسدت الفكرة في عقل أمل.. بل زادت عليها بأن تقيم معرضا للأطفال كل عام لمنتجاتها ، وتقدم هدية بتنظيم “قرعة” لأحد الأطفال.. لترى السعادة في عيونهم.. وستقدم فيه فقرات لهم كالأرجوز ومسابقات وجوائز.. لتكون دائما مع قلوب طاهرة نقية .. تستمد سعادتها من سعادتهم .
خرجت الفكرة إلي حيز التنفيذ .. وانطلقت شهرتها في كل الأوساط..
وباتت تعلم الأطفال من زبائنها وتقول لمن تصادفه: لا تدع شخصا ما يتحكم في سعادتك .. فكل البشر عوامل مساعدة في إسعادك”.
إنني رجلا .. لأنثى شرقيه رومانسية
لم اصدق ما اشعر به ألان
بعدما قبلت دعوتك وحضرت
لكي أذوب في أشواقك
وأنام في عيونك واتوه في انوثثك
واعزف الناي على صوتك
أنا وأنت فقط
ولكني أذوب في حرارة أنفاسك
مثل الجليد في ليله من أجمل ليالي العمر
فأنا سوف أكون مع سيدة النساء
مع أجمل النساء برقتها وجمال عيونها
فأنت ملاك في صورة إنسان
بجسمك الفاتن
ولونك الجذاب
وعيونك الساحرة
إنني اشعر بدفء غريب ألان
لاننى اقترب من حرارة أنفاسك
فكلها شوق وحنين
على الرغم من برودة المكان
إطرافي بردت وشفتاي
ترتجف من شدة سقوط الثلج
انه يتساقط ليداعب الشوق بداخلي
كل قطعه ثلج تسقط تحرك أمواج العشق
داخل فؤادي
تشدني بقوة إليك
أريد أن تلتصق عظام قلبي
بعظام قلبك أريد أن أحتويك برجولتي
اااااه يافاتنتي الخجولة
رغم برودة المكان
والرومانسية في الشموع والأركان
والموسيقى التي تجمعنا في حنان وهيام
أتعلمي أنني في حالة من الذوبان
إنظري إلى
وتمعني النظر واقرئي ما بداخل عيني
اقتربي حبيبتي مني أكثر
ناظري عيوني
تأملي في وجهي
العبي في شعري
فمنذ زمن طويل لم أراك
ودعيني أنا أضم أصابع يدك
أمررها على خدودي
أحس بالحنان
اتركي كل شي يذوب في الأشواق
دعيني احتفل بليله ثلجية
مع أجمل أنثى شرقية
دعيني المس خصلات شعرك
واقترب حتى أضمك إلى صدري
ونسقط أنا وأنت
على الأرض البيضاء
من شدة الاحساس
فهذه أجمل ليالي العمر مع أجمل النساء
في غرفة ثلجية
ورغم بروتها بالحب والشوق دفيت مشاعرنا
مازال الثلج يسقط بغزاره
حتى يكون طبقه
يغطينا .. وأنا اخذ معطفي
واضعه على كتفيك
حتى أدفيك وأنت تداعبيني بأنفك على وجهي
حتى تثير كل ما في أكثر فأكثر
وأنا مازلت أرى الثلج وهو يسقط على شعرك
وعلى وجهك وعلى يديك الناعمتين
واقترب أطبع قبلة على جبينك
وبعدها تهمسي في أذني
ااه .. إني احبك .. يا أروع الرجال
فأنت رجل الشتاء
أحضنك أكثر
أغمرك بدفي أكثر
تهمسي بأنك تملكي العالم كله
وانت في حضني
أناظر عيونك لكي أرى إشراقه الشمس فيها
اعلم انه سيمر وقت طويل حتى تشرق الشمس
ولكن لا استطيع أن اشعر بالدفء إلا وأنا
بين أحضانك حبيبتي
ارتسمت على وجنتي ابتسامه
وأخذت أقبل يدك
بكل عنف .. وأنت تضحكي بصوت جميل
واهمس لك
أنها ليلة جميلة و رومانسية اقضيها
مع سيدة الشتاء
أمطري .. وأمطري .. وأمطري
حتى لا يتوقف الثلج
ودعيني فقط اذووب
مثل الثلج في جمالك وفى انوثثك
فأنت بحق أجمل النساء
يا امرأة الثلج
إني رجلا عاشقا و مجنون
اطمح في الكثير
دعيني أمارس حبي معك تحت حبات الثلج
أميرتي
لقد سكنت أحشائي
وجعلت قلبي مقر إقامتك
ماذا فعلت بي .. ؟؟؟
أصبحت مشلول التفكير كل ما اذكره
إنني رجلا .. لأنثى شرقيه رومانسية
لم يخلق مثلها في الوجود
….
عاشق المستحيل
محمود علي أحمد
دموع ثائرة بين هو وهي بقلم الاستاذه نبيله غنيم
دموع ثائرة بين هو وهي
سخافتهما تعربد في صدرى تنهش الطفل الساكن فيه..
هو .. يطير في سماء الحرية .. يحسب أن المسئولية نقودا ..
وهي .. تعيش في بيئة يحسبون أن الأنثى جسدٌ وفقط..
هو .. قال حقى أن أعيش خفيفا .. ارفرف بجناحي في سماء بلا حصار..
هي.. قالت حقى أن أُرضى أنوثتي العطشى .. وأتمرغ في نعيم رجل دائم وجوده ..
كل منهما يحلم بشكل فردى.. يتناسيا أن مجموعهما أصبح ثلاثة فلم يفكر أحدهما في حق فرخهما الذي مازال الزغب يكاد يغطى جسده المرتعش.. . عقلي كاد يغادر رأسي .. ارتجاج يعصف به.. يبحث عن الأمومة المنقوصة.. لا لا هي ليست منقوصة.. هي أمومة غير مسبوكة .. كالطبخ المائع .. بلا توابل أو بهارات.. أمومة ماسخة ممسوخة تساؤلات كثيرة ناوشت قلبي وعقلي كيف لأم تسأل في بلاهة : “طفلتى تقول كلام غريب يوم ارتباطي برجل آخر .. تمسك في جلبابي وتقول لي: لا تذهبي معه .. لن اتركك؟ فلا تتركينى!! …. إنها تهذى!! ”
أتلوم قلباً احتشد بالخوف من ضياع أمه؟؟ يا لها من أمومة تاهت بين براثن زمن خائن لم يعد نبضها نبض حنان.. بل صار نبض أنانية.
وجع اجتاح جسدي كله .. اعتصر قلبي ونزف دموعا ساخنة لحظة أن سقطت دمعة الطفلة علي كتفي.. واحتضنتها بقوة.. سارت شرايني تستقبل مشاعرها التى تعبر عنها بدموعها ونظرات عينيها .. دمعها الذي نضج فى مهده.. واستقبله قلبي لينغرس فيه ويكتوى به.
فهل يُجْدّى الدمع البريء مع أب سافر وأم تخلَّت؟؟..
عيون الطفلة الحزينة تأسرني .. تُذَوِّبُ قلبي.. تجعلنى اغوص بداخل قلبها الوليد ، أحاول انتشال أكواما من الحزن الساكن في هذا الجسد النحيل .. متى تكومت هذه الاكوام الضخمة في قلب عمره خمسة أعوام.. يا الله .. حِمْلٌ ثقيل علي جسد بهذه الضآلة..!!
كرهت كلمة (انفصال) فهي لم تفصل بين زوج وزوجة.. هي فصلت قلب وليد عن حضن الحنان، لا استطيع وقف نزيف قلبي المكبل بقيود أنانية أب.. وغباء أم .
فعندما تكتنف الأنانية النفوس ويطلسم الغباء العقول، حينها تتبلد القلوب والمشاعر.
ولا عزاء للطفلة المسكينة.
مساحة لفكرة بقلم الاستاذه نبيله غنيم
——————— مساحة لفكرة ————————-