تاريخ كسوة الكعبة
– أول من كسى الكعبة : قيل هو إسماعيل عليه السلام ؛ وقيل “عدنان” الجد الأعلى للنبى (ص) ، وقيل هو ” تُبَّع أبى كرب أسعد” ملك حمير في العام 220 قبل الهجرة .
– وفي عهد قصي بن كلاب فرض على قبائل قريش رفادة كسوة الكعبة سنويا بجمع المال من كل قبيلة كل حسب مقدرتها ؛ وكانت الكعبة تُكسى قبل الإسلام في يوم عاشوراء،
– وأول أمرأة كست الكعبة هي نبيلة بنت حباب أم العباس بن عبد المطلب إيفاءً لنذرٍ نذرته.
– وبعد فتح مكة في العام العاشرالهجري ( 10 هـ ) كسا الرسول (ص) في حجة الوداع الكعبة بالثياب اليمانية، وكانت نفقاتها من بيت مال المسلمين.
– وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب (ر) نالت مصر شرف تصنيع الكسوة ، حيث كانت مكة تمر بعام قحط ، لشهرة المصريين في صناعة الغزل والنسيج أصبحت الكعبة تكسى بالقماش المصري المعروف بالقباطى ، وهي أثواب بيضاء رقيقة كانت تصنع في مصر بمدينة الفيوم .
– وفى عهد الدولة الأموية اهتم الخلفاء الأمويون بكسوة الكعبة ؛ وفي عهد معاوية بن أبي سفيان كسيت الكعبة كسوتين في العام كسوة في يوم عاشوراء، والأخرى في آخر شهر رمضان استعدادا لعيد الفطر ؛ وكانت تجهز أحسن الأقمشة وأفضلها وتحمل مع محمل الحج الشامي .
– وفي عهد الدولة العباسية كانت تكسى الكعبة في بعض السنوات ثلاث مرات في السنة، وكانت الكسوة تصنع من أجود أنواع الحرير والديباج الأحمر والأبيض. ففى يوم التروية كانت تكسى بالديباج الأحمر، وفى أول شهر رجب كانت تكسى بالقباطي المصري ، وفي عيد الفطر تكسى بالديباج الأبيض؛ واستمر اهتمام العباسيون بكسوة الكعبة إلى أن بدأت الدولة العباسية في الضعف فكانت الكسوة تأتى من بعض ملوك الهند وفارس واليمن ومصر.
– وفى عهد الدولة العثمانية كانت تنطلق أفواج الحجاج مُترأسها باشا الحج من دمشق ومعها أفواج محمل الحج الشامي ، ويتم إرسال صرة ذهب للصرف على خدمة الحجاج من السلطان العثماني.
– أما عن مصر وكسوة الكعبة : فمنذ أكثر من ألف عام ؛ ومع بداية الدولة الفاطمية أهتم الحكام الفاطميين بإرسال كسوة الكعبة كل عام من مصر، وكانت الكسوة بيضاء اللون. وكان المحمل أكثر من 500 جمل .
– واستمر إرسال الكسوة فى عصر الدولة المملوكية ، حيث كان المماليك يرون أن هذا شرف لا يجب أن ينازعهم فيه أحد حتى ولو وصل الأمر إلى القتال، فقد أراد ملك اليمن “المجاهد” في عام 751هـ أن ينزع كسوة الكعبة المصرية ليكسوها كسوة من اليمن، فلما علم بذلك أمير مكة أخبر المصريين فقبضوا عليه، وأرسل مصفدا في الأغلال إلى القاهرة. كما كانت هناك أيضا محاولات لنيل شرف كسوة الكعبة من قبل الفرس والعراق ولكن سلاطين المماليك لم يسمحوا لأي أحد أن ينازعهم في هذا الشرف .
وللمحافظة على هذا الشرف أوقف الملك الصالح إسماعيل بن عبد الملك الناصر محمد بن قلاوون ملك مصر في عام 751هـ وقفا خاصا لكسوة الكعبة الخارجية السوداء مرة كل سنة، وهذا الوقف كان عبارة عن قريتين من قرى القليوبية ، وكان يتحصل من هذا الوقف على 8900 درهم سنويا
– واستمرت مصر في نيل شرف كسوة الكعبة بعد سقوط دولة المماليك وخضوعها للدولة العثمانية، فقد أهتم السلطان سليم الأول بتصنيع كسوة الكعبة وزركشتها وكذلك كسوة الحجرة النبويةالشريفة، وكسوة مقام إبراهيم الخليل .
ثم أضيف إلى الوقف المخصص لكسوة الكعبة سبع قري أخرى لتصبح عدد القرى الموقوفة لكسوة الكعبة تسعة قرى ، وذلك للوفاء بالتزامات الكسوة، وظلت كسوة الكعبة ترسل بانتظام من مصر بصورة سنوية يحملها أمير الحج معه في قافلة الحج المصري.
– وفى عهد محمد علي باشا توقفت مصر عن إرسال الكسوة بعد الصدام الذي حدث بين الوهابيين في الأراضي الحجازية وقافلة الحج المصرية في عام 1222هـ الموافق عام 1807م ، لمدة ست سنوات ، ولكن أعادت مصر إرسال الكسوة في العام 1228هـ / 1815 م .
– وقد تأسست دار لصناعة كسوة الكعبة بحي “الخرنفش” بالجمالية في القاهرة عام 1233هـ، وكانت بها بئر تملأ بماء زمزم لتغسل بها الكسوة قبل نقلها للأراضى المقدسة ؛ وما زالت هذه الدار قائمة حتى الآن وتحتفظ بآخر كسوة صنعت للكعبة المشرفة داخلها ،
– وتوقفت مصر عام 1962م عن إرسال كسوة الكعبة ؛ لما تولت المملكة العربية السعودية شرف صناعتها . ففي عام 1927م أصدر الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود أمرًا ملكيا بتشييد مصنع أم القرى لصناعة الكسوة الشريفة في مكة المكرمة ؛ وفي عام 1977م أنشأت المملكةالسعودية مصنعا جديدا لكسوة الكعبة في أم الجود ما زال مستمرًا إلى الآن في تصنيع الكسوة الشريفة.
– و يتم تغيير كسوة الكعبة مرة في السنة ؛ وذلك خلال موسم الحج فى يوم عرفة ؛ والكسوة التي يتم إزالتها من الكعبة تقطع إلى قطع صغيرة ويتم إهدائها إلى شخصيات إسلامية ، وفي سنة 1982 م قامت المملكة بإهداء قطعة إلى الأمم المتحدة التي تقوم بعرضها في قاعة الاستقبالات .
** وصف كسوة الكعبة :
– تصنع من الحرير الطبيعي الخالص الذي يتم صبغه باللون الأسود، ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا، وفي الثلث الأعلى من هذا الارتفاع يوجد حزام الكسوة بعرض 95سم وبطول 47 مترا مكتوب عليه آيات قرآنية مختلفة بالخط الثلث المركب، ويطرز الحزام بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب.
– وتشتمل كسوة الكعبة على ستارة باب الكعبة ؛ ويطلق عليها اسم البرقع وهي من الحرير ، بارتفاع ستة أمتار ونصف وعرض ثلاثة أمتار ونصف، مكتوب عليها آيات قرآنية .
…. هذا هو تاريخ كسوة الكعبة ، بيت الله ، أول بيت وضع للناس للذي ببكة ، والذي كان تصنيعها شرف للأشخاص والدول التي تهديها للبيت ، ونذكرها اليوم مع حلول موعد تجديد الكعبة لثوبها … فلنجدد إيماننا فإن الإيمان يزيد وينقص … يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية … ثبتنا الله وإياكم علي دينه … لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك … لا شريك لك